الفخاخ الالكترونية --بحث قيم انصحكم بقراءته --مهم جدا

[size=24][center]
منتديات الحوار العربي، قصة من الإثارة والضحك والبكاء في آن واحد! رحلة البحث عن
الذات عند البعض، ورحلة إثبات الذات عند البعض الآخر، ورحلة القبض على
الآخر عند البعض!!

انطلقت المنتديات العربية على النت منذ عام 1998م
تقريباً، وكان عددها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وكانت ظاهرة جديدة على
جمهور الإنترنت! حيث أصبح الإنسان يشعر بأنه يبوح بما في داخله دون رقيب
أو حسيب، كأن يعبر عن مشاعره وأحاسيسه التي حرمها منه الواقع والبيئة!

ولذا فقد كانت ظاهرة جذابة، خاصة أنها تتيح لك أن تطلق على نفسك مسميات جديدة تبحر فيها بشخصية (تختلف) عن شخصيتك الحقيقية!
وسيلة جديدة، انطلقت من نقطة التعبير عن الرأي، إلى نقطة الترويج للفكر
والأيديولوجية وأقنعة وهمية، ودول ومخابرات وأجهزة أمن، مروراً بالتسلية
والتعارف والبحث عن الذات وقتل الذات!
بعد هذا التطور الهائل الذي شهدته منتديات الحوار العربية خلال السنوات
الخمس الماضية، كان لا بد من دراسة متأنية ودقيقة لهذه الظاهرة التي باتت
تؤثر على الثقافة الشخصية وحتى على وسائل الإعلام!
تطورت المنتديات العربية بشكل كبير جداً في السنوات الأخيرة، حيث كان
التطور في العدد، والتنوع، والطرح، وفي التوسع، وفي متابعة جمهور الإنترنت
لها، وكان التطور الأشد إثارة هو تحولها إلى وسيلة إعلامية، ينتشر في
أزقتها المجاهيل والمشاهير، الساذج والذكي، الطيب والخبيث، المخابرات
والأشرار، الإرهاب والموت، الصيد والصياد!
انتشرت المنتديات العربية، وأصبحت الآن تعد بالآلاف، ومما ساعد على ذلك
توافر برامج المنتديات وسهولة الاستضافة والتركيب، فظهر الغث والسمين،
وظهرت النطيحة والمتردية، وظهر الإبداع والتخلف، وظهر واقع الأمة بكل
تفاصيله في هذه المنتديات!!
فمن حب وغرام وتعارف، إلى فكر وثقافة وحوار، إلى سب وشتم وتنابز وقذف، إلى
خلافات واختلافات وتطاحن، إلى صراع وبقاء وفناء، إلى نسخ وقص للأخبار
والمقالات والكتابات.


وتعددت مذاهب الناس في التسمية


منهم من يتسمى باسمه الحقيقي أو جزء من اسمه الحقيقي (وهذا نادر جداً)
والبعض يتسمى بشخصية يحبها أو متأثر بها، والبعض باسم رمز معين يحبه أو
معجب به، سواء كان الرمز لإنسان، أو جماد، أو معركة، أو واقعة، أو حدث، أو
تاريخ، أو جغرافيا! والبعض يتسمى بأسماء فكرية، من أسماء الجماعات إلى
التيارات إلى الأفكار إلى المعتقدات! والبعض يتسمى بالصفات، سواء الخَلقية
أو الخُلقية! لكن خلف هذه الأسماء كانت تختبئ شخصيات متنوعة ومختلفة تشترك
جميعها في لبس الأقنعة التي أتاحتها لها المنتديات!
عندما استيقظ الطرف الآخر: ثم تطورت ظاهرة المنتديات لتصبح أكبر تجمع
للتجسس والمراقبة، ساعد في ذلك هذا الاندفاع اللامحدود واللاممنهج
واللامنظم لهذه الأعداد الغفيرة من الشعوب المقهورة، وظنت أن الأمر فرصة
سانحة لتفريغ المخزون المكبوت طوال هذه السنوات على الظلم والطغيان والقهر
والاستبداد!
والسبب في ذلك، أن انتشار هذه الظاهرة في الفترة الأخيرة جعلها مرتعاً
خصباً للمباحث والمخابرات العربية والعالمية، التي أدركت أن هذه التجمعات
يمكن استغلالها لأهداف معينة من قبل مجموعات معارضة مهما كانت نوعية
المعارضة، فذهب ضحية ذلك الصغار والمساكين والمغفلين!


ظنوه إعلاماً جديداً.. فكان فخاً


بعد أن تربعت (ظاهرة المنتديات)
على قمة الاهتمام التقني، والثقافي، والتواصلي لجمهور الإنترنت، وتلقف
الناس هذه التقنية بنوع من اللهفة والشوق، كونها تكسر قيود العزلة
والانحباس الفكري والذاتي لكثير من شرائح المجتمع العربي المقيد منذ عشرات
السنين، تطور الطرح النوعي في المنتديات، وأخذ طابعاً إعلامياً صرفاً في
الفترة الأخيرة، فأصبحت الجهات الإعلامية العالمية تتابع باهتمام ما يطرح
في هذه المنتديات من أخبار، ومقالات، وتحليلات، ومواد إعلامية، ومما زاد
الأمر تشويقاً وإثارة، استغلال جماعات متنوعة هذه المنتديات لنشر
بياناتها، وتصريحاتها، وملفاتها الصوتية والمرئية، فكانت فرصة من فرص
العمر التي لا تتكرر! وخاصة الجماعات الجهادية التي تنشط في دول كثيرة.
زادت شراسة الصراع، فالجماعات تنشط إعلاماً وترويجاً لفكرها، وأهدافها.
والدول، والأجهزة الأمنية، تحاول الحد من هذه الظاهرة التي فكت القيود
الإعلامية عن هذه الجماعات!
لم تنفع كل محاولات الحجب والتدمير والإغلاق لهذه المنتديات والمواقع، فكان لا بد من خطة أكثر ذكاء وأكثر فعالية! فكانت خطة (الفخاخ الإلكترونية)
وهي عبارة عن طحالب أمنية، تنمو وتكثر وتعيش في المنتديات التي تؤثر سلباً
على الحكومات أو التي تروج لفكر لا يوافق هوى الحكومات والأنظمة!
مهمة هذه الطحالب نصب الفخاخ الإلكترونية لأصحاب الأقنعة الوهمية والذين
يروِّجون لفكر معين، أو يقومون بدور الآلة الإعلامية لجهة ما.[/center][/size]